الافضل حاليا في منتخبات كأس العالم : 18 ويلسون بالاسيوس

5/29/2014 11:05:00 م
#بالاسيوس

في بعض الأحيان يُحدث اللاعبون الذين يتميزون بالهدوء كل الفارق ويقلبون الموازين في عالم كرة القدم. كان يوم سبت من الشهر الماضي عندما تدارك ستوك سيتي، ذو الأداء المتوسط، تأخره بهدف دون مقابل وحوّله إلى انتصارٍ جلي على حساب أستون فيلا (4-1)؛ ولا عجب أن الأمور تغيرت بشكل واضح عند الدقيقة الخامسة عشر من عمر اللقاء حين شارك ويلسون بالاسيوس في المباراة. في بداية الأمر بدا هذا اللاعب تائهاً في الميدان، إلا أنه في لحظة من الزمن نَحَت الأشياء منحىً آخر بالنسبة للموهوب الهندوراسي ودخل في أجواء المواجهة وأطلق العنان لموهبته الدفينة. وبالفعل كان هذا اللاعب العملاق ذو البنية الجسمانية القوية وراء تدخلات هامة وتمريرات حاسمة.

عاش لاعب وسط الميدان هذا الذي نادراً ما ينال المدح والثناء على وقع النجاح منذ أن حل بين ظهراني برمنجهام سيتي سنة 2008؛ غير أن لعنة الإصابات اعترضت طريقه خلال السنوات الأخيرة. وأخيراً استرجع بالاسيوس، البالغ من العمر 29 سنة، لياقته الكاملة وها هو يطمح الآن للحفاظ على مكانه داخل الفريق والمنتخب الوطني على حد سواء. 

ويتميز هذا اللاعب بأسلوب لعب ناجع وفعال يبدو وكأنه ينساب من ثقته وتواضعه الكبير؛ فبالاسيوس ليس اللاعب الأكبر ولا الأسرع في المجموعة، إلا أن استعداده لبذل الغالي والنفيس من أجل الفريق يجعله عنصراً مميزاً. وكان هذا الرجل المتواضع قد صرح في حديث خص به مؤخراً موقع FIFA.com قائلاً: "اللاعب يتعلم دائماً من زملائه؛ على المرء أن يتعلم لكي ينجح وأعتقد أنني تعلم الكثير من عددٍ كبيرٍ من اللاعبين الجيدين."

حمل القميص الوطني مبعث فخر والاعتزازيبسط بالاسيوس سيطرته على وسط الميدان كالصياد الذي يلاحق فريسته، ثم يشرع في مد زملائه بتمريرات قصيرة ناجعة؛ فهو يجمع بين موهبة اللاعب "السقّاء" ووسط الميدان البارع في قطع الكرات وتكسير عمليات الخصم، شأنه في ذلك شأن الأسطورة الفرنسية كلود ماكيليلي. 

غير أن بالاسيوس عندما سُئل عن لاعبه المفضل، لم يذكر أياً من الأسماء المعروفة والمعهودة والخالدة مثل بيليه ومارادونا، بل ردد دون تردد اسم فلاكو بينيدا (خوسيه لويس بينيدا). وبخصوص هذا اللاعب قال: "تابعته عندما كنت صغيراً وأعتقد أن أدائي اليوم يشبه أسلوبه إلى حد كبير." صحيح أن بينيدا غير معروف على الساحة العالمية، إلا أنه يحظى بشهرة واسعة في هندوراس، حيث فاز بلقب الدوري المحلي تسع مرات وساعد نادي أولمبيا، ممثل تيجوسيجالا، على بلوغ كأس العالم للأندية FIFA.


وعندما يأتي الحديث على هندوراس يُظهر بالاسيوس احتراماً كبيراً لبلده؛ وفي هذا السياق قال وسط الميدان الذي سيخوض خلال يونيو/حزيران القادم غمار كأس العالم للمرة الثانية في مساره الكروي: "اللعب للمنتخب الوطني يعد قمة كرة القدم بالنسبة لي. صحيح أنني أستمع باللعب في أوروبا، إلا أن المنتخب الوطني يبقى الأهم لكل هندوراسي."

يعتبر بالاسيوس نفسه قائداً وملهماً بالنسبة للاعبين هندوراسيين آخرين، كيف لا وهو الذي تعلم الاحترام من أمثال بينيدا حينما لعبا جنباً لجنب لفترة قصيرة. وحين سُئل عن المستقبل قال ويلسون "نأمل أن نستمر في التأهل إلى كأس العالم ونأمل أيضاً من اللاعبين الذين سيخلفوننا أن يضعوا التأهل للعرس العالمي دائماً نصب أعينهم رغم أن التنافس في منطقة CONCACAF يزداد صعوبة سنة بعد أخرى. 

ولقيادة المنتخب الوطني على درب هذا الحلم يعقد بالاسيوس الأمل على مهاجم نادي نيو إنجلند ريفولوشن الأمريكي، جيري بينجتسون، الذي سجل أهدافاً حاسمةً لهندوراس خلال التصفيات. وعن هذا اللاعب قال ويلسون: "إنه لاعب ينضج بعد كل مباراة يخوضها ويتميز بالهدوء. ولعل المنتخب الوطني بحاجة للاعب مثله قادرٍ على تسجيل أهداف حاسمة". 

وبخصوص مجاورته في نادي ستوك سيتي، الذي يقوده المدرب مارك هيوز، للاعبين يحملون قميص المنتخب الأمريكي، خصم هندوراس اللدود في منطقة CONCACAF، قال بالاسيوس أنهم "إخوة" "وهم ليسوا فقط لاعبين جيدين بل أشخاصاً رائعين أيضاً. أتواصل معهم بشكل جيد جداً؛ فالحياة في ستوك إلى جانب موريس إدو وبريك (شي) وخوان (أجوديلو) وجيوف (كامرون) رائعة؛ فنحن دائما ما نتحدث عن منتخبنا الوطني وعن الحياة في البلد الأم. كما أننا نساند بعضنا البعض".

انتعاش على طريق البرازيل 2014شيد بالاسيوس مساره المشرف من خلال مده ليد العون لزملائه على أرضية الميدان وخلق جو يسود الفكر الإيجابي والمحفز؛ فهذا الرجل يمتاز بالطيبة والصدق رغم أنه قال مازحاً أنه "عندما نتقابل أنا وزملائي الأمريكيين في النادي، على مستوى المنتخب الوطني، لا يبقى هناك مجال للأخوة". 

يبدو أن وسط الميدان المتألق هذا يستمتع بوقته بعد أن قضى فترة تحت أضواء لندن رفقة توتنهام؛ وبهذا الخصوص صرح قائلاً: "أنا بخير في ستوك، حيث أتدرب بجيدة كبيرة. صحيح أنني ألزم كرسي البدلاء الآن، إلا إنني على استعداد دائم لأن المدرب قد يستعين بخدماتي في أي لحظة."

غير أن هناك مدرب آخر سيوجه الدعوة لا محالة لبالاسيوس، إنه ربان سفينة هندوراس لويس فرناندو سواريس، خاصة وأن الكتيبة الوطنية تصبو هذه المرة إلى تحسين مستواها وتقديم أداء أفضل من ذاك الذي قدمته في جنوب أفريقيا قبل أربع سنوات حيث خرجت من مرحلة المجموعات. 

وفي هذا الصدد قال بالاسيوس الذي تفادى المبالغة رغم أن أفق انتظار المشجعين اتسع أكثر بعد أن صنعت هندوراس التاريخ بانتصارها في سبتمبر/أيلول الماضي على المكسيك بمبلعب أزتيكا الشهير: "أنا متحمس لتمثيل هندوراس في كأس العالم للمرة الثانية على التوالي"، مضيفاً أن النزال الشهير أمام المكسيك "شكل نقطة عبورنا للبرازيل". وبتواضع كبير لم يشأ هذا اللاعب أن يعترف بأن عَدوَه السريع وأسلوب لعبه الملهم ساهمت في رسم معالم تلك الملحمة الكروية التاريخية في سجل هندوراس.
ولعل خاتمة هذا الحديث تعطي صورة دقيقة عن شخصية هذا الرجل المتواضع؛ ففي نهاية الحوار ختم بالاسيوس بعبارة "في خدمتك" باللغة الأسبانية وهي عبارة تلخص مساره كلاعب وإنسان يفني نفسه من أجل الآخرين.
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة two-2 © 2018-2013 . نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy Policy - سياسة الخصوصية .