طيور الغاق : معجزة في الماء
عجيب شأن كل فرد وعضو ـ صغر أم كبر، وحيد الخلية أم متعددها، في اول سلمها أو في أعلاها رقياً ـ في المملكة الحيوانية علي أتساعها الهائل وغناها المُعجز بالأنواع الحيوانية. فلكل خصائصه وصفاته ومقومات دورة حياته وبقائه ثم نفوقه.
ولكل "هدايته" للعيش وفق ظروف بيئته، وتأقلمه إذا ما تبدلت هذه الظروف وتغيرت تلك الأحوال.
خذ مثلا مبهراً على ذلك هو موضوع هذه السطور علي قلتها، لكن بثقلها بالتعريف بمخلوق يجمع ـ في روعة وإدهاش ـ بين قدرات التحليق والطيران في السماء، وبين براعة السباحة، ورشاقة الغوص في الماء. فلقد جعل الله تعالي رزقه في "غوصه" في طلب الأسماك. ولتقف في تأمل وخشوع وأنت تقرأ صدر سورة هود حيث يقول المولي عزل وجل: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (هود: 6).
طيور مائية متوسطة الحجم، الذكر مثل الأنثى.. حجماً ومظهراً ولوناً. وذات ريش داكن وأعناق رفيعة طويلة أنسابية ورشيقة.
ولها مناقير طويلة مستقيمة معقوفة عند نهايتها. بينما أرجلها قصيرة وأقدامها ذات سطح واسع.
ويوجد بين أصابعها غشاء جلدي يعينها ـ كالمجداف ـ على السباحة.
والنوع الشائع الأنتشار Common Cormorant له ريش أسود مع لمعان أخضر والذقن والوجنتان بيض اللون.
لقد أمسي من الطيور النادرة لاستنزاف أعداده من قبل الصيادين.
ليس لهذه الطيور أكياس هواء تحت الجلد ولا تحتوي العظام على الهواء، لذلك فهي تطفو بسرعة أقل من أشباهها.
وتغطس إلى أعماق تزيد عن 20 مترا تراها تطير في صمت على ارتفاع منخفض فوق سطح الماء في أسراب على شكل رقم 7 أو في خطوط مستقيمة.
تبحث طيور الغاق ـ فرادي وجماعات ـ عن الأسماك أثناء الطيران/ السباحة، وعندما تحدد موقع السمكة، تغوص بخفة وسرعة ورشاقة تحت الماء.
ريشها الخارجي يسمح بمرور الماء اما طبقته الداخلية فلا، ليحافظ علي حرارة الجسم. عند غوصها وهبها الله تعالي قدرة التحكم ـ في تناسق وتوائم وتوافق ـ في أجهزتها وبخاصة الجهاز التنفسي والدوري والعضلي, فيقل عمل القلب ليقل استنفاد الأكسجين. وتستهلك كمية كبيرة من الطاقة المخزنة في عضلات الفخذ. وبضربات قوية بأقدامها الكفية، جامعة جناحيها تغوص إلي العمق.
تغير من أتجاهاتها بسرعة مذهلة.
وإذا ما شعرت بالحاجة للأكسجين تعود سريعا لسطح الماء.
ثم تعاود الغطس، وتعود إلى السطح ـ لتحمد ربها، وتأكل صيدها.
فسبحان الذي هداها إلى رزقها..
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق