اساطير منتخبات كأس العالم : 31 بفاف

6/11/2014 10:00:00 ص

#ماري_بفاف


بعد مضي اكثر من عشرين سنة على اعتزاله، مازال يُعد جون ماري بفاف من أساطير كرة القدم البلجيكية على مر العصور. وقد خص حارس الشياطين الحمر في مونديال 1986 موقع FIFA.com بحوار حصري استحضر فيه ذكريات مسيرته الحافلة، متحدثاً في الوقت ذاته عن انشغالاته الحالية التي لا تقل نجومية عن مشواره فوق الأراضي العشبية.
بدأ ابن السادسة والخمسين هذه المقابلة بنبرة يمتزج فيها الحنين إلى الماضي والحسرة على ترك الميادين في سن مبكرة، حيث أكد قائلاً: "إن الشيء الوحيد الذي أندم عليه هو اعتزال اللعب قبل الأوان. إن كرة القدم صعبة للغاية إلا أن جمالها ومتعتها يفوقان صعوبتها."
على امتداد 17 سنة، صمد جون ماري بفاف مدافعاً عن عرينه أمام أعرق المهاجمين وأفضل الهدافين على الإطلاق، حيث كانت شخصيته الحديدية حاضرة بقوة فوق أرضية التباري، وكان مزاجه المرح حديث كل لسان، إذ كان يخوض مبارياته بكل شغف وعشق وإصرار وعزيمة وعفوية وحيوية، لدرجة أصبح معها واحداً من أساطير حراسة المرمى. فقد كان وقوفه بين الخشبات الثلاث يشكل استعراضاً ممتعاً بحد ذاته، ولذلك فإنه ليس من الغريب أن ينجح في مهنته الجديدة، وهو الذي أصبح من أشهر أبطال برامج التلفزيون الترفيهية بعدما وضع حداً لمسيرته في الملاعب الخضراء.
لكن مسار بفاف لم يقتصر على هذا الجانب المرح وحسب، بل إن تألقه في الدفاع عن مرماه بلغ قمة الشهرة العالمية، ليُنتخب أفضل حارس في العالم سنة 1987، علماً أنه تفانى في حماية عرين الشياطين الحمر على امتداد 64 مباراة، ليجد لنفسه سنة 2004 موطئ قدم في القائمة الذهبية التي تضم أفضل 125 أسطورة حية من أساطير الساحرة المستديرة.
وتعليقاً على مشواره المتميز في الملاعب العالمية، والذي توجه ببلوغ نصف نهائي مونديال 1986 بالمكسيك، أوضح ابن مدينة ليبيك قائلاً: "أتمنى أن أكون قد قدمت شيئاً للناس من خلال مسيرتي، وخاصة بالنسبة لحراس المرمى." وبالفعل، تمكن بفاف من ترك إرث خالد في ذاكرة كرة لقدم الدولية، ولا أدل على ذلك من شهرته المتواصلة حتى بعد مرور عقدين على اعتزاله." وقد أوضح في هذا الصدد: "أحب أن أكون على تواصل دائم مع الناس وأن أتقاسم معهم عشقي وولعي."
ذكريات ليست كالذكريات
دافع بفاف عن ألوان بايرن ميونيخ خلال ست سنوات كاملة، وقد حقق معه ثلاثة ألقاب في البوندسليجا وكأسين ألمانيتين. ويستحضر العملاق البلجيكي بعض اللحظات التي عاشها فوق المستطيل الأخضر مؤكداً أن "الاضطلاع بدور حراسة المرمى يُعد أمراً فريداً في أي الفريق، إذ ليس بإمكان أي كان أن يقاوم تلك الأمواج العاتية من الشداد الغلاظ وهو واقف كالتائه في قفص بهذه الضخامة!" ثم تابع ابن السادسة والخمسين: "يُعد انتقالي من بيفيرين، حيث تلقيت تكويني، إلى بايرن ميونيخ، أحد عمالقة أوروبا، من أجمل الذكريات التي ارتبطت بمسيرتي. فقد اكتشفت عالماً آخر واكتسبت مسيرتي بعداً جديداً. لقد عشت هناك قمة مشواري، حيث مازالت تلك الألقاب واللحظات منقوشة في ذاكرتي."
بعد اكتفائه بالمركز الثاني في البطولة الأوروبية للأمم سنة 1980، إثر هزيمة منتخب بلاده أمام ألمانيا الاتحادية بهدفين لواحد في موقعة النهائي، عاد بفاف ليتألق في الدفاع عن عرينه في مونديال المكسيك مساهماً بشكل حاسم في قيادة بلجيكا إلى المربع الذهبي، ليُتوج سنة 1987 بأول جائزة تكرم أفضل حارس في العالم. وقد استحضر عملاق الشياطين الحمر تلك اللحظات المليئة بالأفراح والمسرات، مؤكداً أن "ذلك التتويج كان بمثابة رد اعتبار جميل واعتراف رائع."
ثم انتقل صاحبنا من الحديث عن ذكرياته الشخصية إلى استحضار إنجازات منتخب بلاده، إذ "شكلت نهائيات كأس العالم أسبانيا 1982 أول ذكرى جميلة، وبالأخص تلك المباراة الأولى الشهيرة أمام الأرجنتين والصديق العزيز دييجو مارادونا. فأمام أنظار العالم أجمع، وبينما لم يكن أحد يتوقع منا تحقيق أي شيء أمام حامل اللقب، نجحنا في الخروج فائزين 1-0، بفضل لعبنا الجماعي المتميز وهدف إيرفين فاندربيرج التاريخي."
ولم تتوقف الإنجازات الخالدة عند هذا الحد، إذ كان بفاف وبقية الشياطين الحمر على موعد مع التاريخ في نهائيات 1986 ببلاد الأزتيك، حيث "تمكنَّا من بلوغ نصف النهائي في المونديال المكسيكي. لقد كان أمراً رائعاً بالنسبة لبلد صغير كبلدنا. لقد وقفنا على أهمية ذلك الإنجاز لدى عودتنا إلى أرض الوطن، حيث كانت حشود المشجعين تنتظرنا في مطار زافنتيرن. وقد خرجنا في سيارات مكشوفة إلى أن بلغنا الساحة الكبرى في بروكسيل حيث وجدنا حشداً من الناس في انتظار وصولنا وسط موجة من الأعلام السوداء والصفراء والحمراء. أتذكر أني قمت وسط موجة من الهستيريا بالتوقيع على صدر سيدة طلبت مني ذلك." وتابع  بطل ملحمة ثمن النهائي أمام الاتحاد السوفيتي: "لقد كان هدفنا واحد أوحد، ألا وهو الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في تلك البطولة وكتابة أسمائنا بالخط العريض في تاريخ كأس العالم."
عطاء متواصل
بعد طي صفحة الأمجاد في ألمانيا، عاد بفاف إلى بلاده للدفاع عن قميص ليرس خلال موسم خالٍ من الألقاب، ليقرر ختم مسيرته في تركيا عندما انضم إلى صفوف ترابزون سبور. إلا أن المغامرة في بلاد العثمان لم تدم طويلاً، ليقرر صاحبنا وضع حد لمشوار حافل بين الخشبات الثلاث، مفضلاً خوض تجربة جديدة بولوج عالم التدريب. بيد أن مغامرته مع ناديه الأم، بيفيرن، باءت بالفشل الذريع، ليقرر الأسطورة الابتعاد نهائياً عن ملاعب الساحرة المستديرة.
إلا أنه ليس من السهل على حارس عملاق قدم الغالي والنفيس فوق المستطيل الأخضر أن يتخلى كلياً عن عشقه الأول والأخير. فرغم صموده لما يربو عن 20 سنة، عاد معشوق الجماهير ليشغل منصب سفير ملف الترشيح المشترك بين بلجيكا وهولندا لاستضافة كأس العالم 2018 FIFA. وقد علق على هذه العودة الميمونة بالقول: "إنني أعي جيداً حجم المسؤولية التي يعنيها الاضطلاع بمثل هذا الدور. إن الأمر لا يتعلق فقط بالجانب الرياضي، بل إنه مشروع حقيقي يهم المجتمع في البلدين معاً، وفي حال فوز مشروعنا، فإنني سأعتبر ذلك تتويجاً كبيراً."
ولا يقتصر عمل بفاف حالياً على تمثيل بلاده في سعيها لاحتضان أم البطولات، بل إنه يواصل قيامه بنشاطات مهنية متنوعة حيث ختم هذ الحوار الشيق بالقول:"إنني ألقي بعض المحاضرات لفائدة الشركات حول موضوع "الرياضة والأعمال". كما أستجيب بصدر رحب للدعوات لحضور بعض الأحداث أو تدشين بعض المشاريع وغيرها من التظاهرات العامة والخاصة. وفضلاً عن ذلك، فإنني أمضيت 10 سنوات أمام عدسات الكاميرا برفقة عائلتي، إذ نشارك في برنامج تلفزيوني يحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور الناطق بالغة الفلامية."
جون ماري بفاف
المركز: حارس مرمى
الأندية: بيفيرين (1973-1982) بايرن ميونيخ (1982-1988)  ليرس كورونا (1988-1989)  طرابزون سبور (1989-1990).
المنتخب الوطني : 64 مباراة
الجوائز : مرة واحدة الدوري البلجيكي (1979) ، ثلاث بطولات للدوري الألماني (1985 ، 1986 ، 1987) ، مرة كأس بلجيكا(1978) ، مرتين كأس ألمانيا (1984 ، 1986) ، الدور قبل النهائي في كأس العالم  المكسيك عام 1986 ، وكأس الأمم الأوروبية 1980 ، إختير أفضل حارس مرمى في العالم (1987) ، فاز مرتين بالحذاء الذهبي الأوروبي (1983 ، 1987).
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك

ضع تعليقا أخي الكريم

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة two-2 © 2018-2013 . نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy Policy - سياسة الخصوصية .